16 نوفمبر 2008






العراقي جمال أمين:
العراق لا يمتلك سينما، ولكنه يمتلك أفلاماً سينمائية
أجرى الحوار حسين السكاف - كوبنهاغن

العراق لا يمتلك سينما، ولكنه يمتلك أفلاماً سينمائية
حوار مع المخرج العراقي جمال أمين، بين "بيوت في ذلك الزقاق" و"قطع غيار"
تجربة فنية دلالتها الإبداع
اللحظة التي تطفأ فيها الأضواء وتسدل الستارة لتعلن انتهاء العرض، هي لحظة بداية دخول الفنان عالم القلق والترقب المشوب بالحنين إلى يوم عرض جديد. ولكن حين يمتد زمن القلق والترقب لسنوات، ويفيض الحنين حتى يُغرق الفنان في بحر الإحباط ويتذوق مرارته، عندها يصبح للوجع صوتاً آخر. فما من شك أن
الفنان العراقي هو أكثر فناني العالم ترقباً وانتظاراً ليوم عرض جديد، فقد امتد به زمن الانتظار حتى بات كحبل يلتف على رقبة آماله وتطلعاته. فالفنان الذي أعد نفسه لجمهور عرفه وتابع أعماله واستطاع بكفاحه وعمله الدؤوب أن يؤسس له موطئ قدم في ساحة بلاده الفنية، حين يجد نفسه وقد أقتلع من أرضه ومن بين جمهوره ليرمى خارج المكان، يكون ترقبه لقدوم يوم جديد مشروعاً بمرارته. واليوم، وبمصاحبة موسيقى هذا الوجع وتلك المرارة أحاور الفنان العراقي المخرج والممثل جمال أمين محاولاً الوقوف مع القارئ على أهم مناطق آلامه وآماله.
· سمعتك تقول " إن العراق لا يمتلك سينما، ولكنه يمتلك أفلاماً سينمائية " كلمة لا ينقصها الوجع، فهل تسمح لي أن أشاركك وجعك هذا بالوقوف على مسبباته؟
- نعم إنها كلمة لا ينقصها الوجع بالرغم من أن الإنتاج السينمائي العراقي كان قد بدأ منذ أكثر من ثمانين عاماً، وهذا يعني بالضرورة أن تكون هناك سينما عراقية مميزة كالسينما الإيرانية مثلاً.
فالسينما العراقية – إن صح التعبير – لا تمتلك حتى وقتنا الحالي أي ملامح أو خصوصية، وليس لها مدارس أو اتجاه خاص بها، وعلاوة على هذا، فأننا لم نتعرف على جيل سينمائي عراقي في أي مرحلة من المراحل. وبالرغم من كل هذا، فالعراق يمتلك معاهد وأكاديميات فنية منذ وقت ليس بالقصير.
السينما صناعة، وكل صناعة بحاجة إلى رأس المال والسوق. والسينما العراقية تفتقد هذين العنصرين الأساسيين، وبالتالي لا توجد هناك سينما عراقية وإنما هناك تجارب ومحاولات لإنتاج فيلم عراقي مميز وهي في حقيقة الأمر، أفلام معدودة جداً لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة إضافة إلى أن كل ما أنتج في العراق على مدى ثمانين عاماً لم يتجاوز المئة فيلم.
العراق يمتلك منظرين سينمائيين، ومخرجين واعدين، بالإضافة إلى توفر الجزء المهم في العمل، وأعني هنا الممثلين السينمائيين، لكن لا توجد سينما عراقية معروفة الاتجاه والأسلوب، والمسببات كثيرة، واهما إذا كنا نحن السينمائيين نعول على الدولة وهذا حل من الحلول فلا توجد لحد الآن حكومة في العراق دعمت السينما إلا التجارب التي أنتجت في عهد النظام السابق وكانت الأفلام تنتج لتسويق النظام وأفكاره الشمولية وليس من أجل تأسيس سينما عراقية حقيقية، حيث كانت حصة المخرجين العرب من الأفلام العراقية أكثر من العراقيين. واليوم وبالرغم من أن أغلب المخرجين العراقيين المهمين منهم وغير المهمين متوزعين في أغلب الدول العربية، إلا أننا لم نسمع بأن دولة عربية قد منحت الفرصة لأحدهم، بل بالعكس، هناك الكثير من الفنانين العراقيين الذين تعرضوا للمضايقات والتهميش. وأحب أن أوأكد على أن الثقافة العراقية في كثير من صورها غير مقبولة عند الطرف الآخر، هناك عدم اعتراف أو تجاهل واضح للثقافة العراقية، باستثناء المجال الشعري.
· الدولة العراقية الآن دولة جديدة، تطلعاتها الديمقراطية والثقافية نجد لها بعض الأثر في وسائل الإعلام، فهل هناك أمل مرتجى يعتمر داخل الفنان العراقي يمكن تحقيقه في المستقبل القريب؟
- الدولة العراقية الجديدة منهمكة بترميم ما تبقى من العراق، ولا أعتقد بأنها ستلتفت إلى السينما بالرغم من أنها إحدى الأعمدة المهمة التي من شأنها أن تساهم في إخراج العراق من وضعه الراهن. ولنا في تجربة السينما الألمانية أبان الحرب العالمية الثانية دروس. وعلينا أيضاً أن نأخذ العبرة من المدرسة السينمائية الكوبية.
وعلينا ألا نغفل عدم اهتمام رأس المال العراقي في الاستثمار السينمائي أو التلفزيوني، كون التاجر العراقي يلهث وراء الربح السريع، على عكس بعض المستثمرين العرب وخاصة المصريين والسعوديين. فترى مثلاً، أن أغلب الإنتاج السينمائي المصري إنتاج خاص، وبالتأكيد هناك إنتاج للقطاع العام الذي أنتج في السابق تجارب سينمائية لها أهميتها في تاريخ السينما المصرية. والحقيقة أن الاستثمار في السينما قد لا يأتي بأرباح سريعة نظراً لأن عملية إنتاج الفيلم بحاجة إلى مراحل زمنية طويلة نسبياً كي يستطيع المنتج استرجاع ما بذله من مال على الفيلم.
· هل يمكن التفكير بالتعاقد مع قنوات فضائية حول إنتاج فيلم سينمائي؟
- المحطات الفضائية العراقية والعربية كثيرة الآن، هذا صحيح، ولكن علينا أن نعترف بأن أغلب هذه المحطات، وأقصد هنا العربية والعراقية بشكل خاص، هي محطات سياسية. أسست لأغراض التنافس السياسي بين الأحزاب ومن ثم الترويج لأفكار سياسية معينة، وفي الغالب تكون أما ذات طابع شوفيني أو طائفي أو تغليب حزب أو فئة على أخرى. وبالرغم من كل هذا، فإذا حدث وتم الاتفاق مع القناة الفضائية لإنتاج عمل ما، ستجد أن المبالغ المرصودة لإنتاج الأعمال لا تكفي لإنتاج أفلام سينمائية وإنما بالكاد تكون كافية لإنتاج أعمال فيديوية إخبارية تخدم مصلحة القناة والجهة الممولة لها. بينما نجد في المقابل، أن هناك شركات ومؤسسات قد مولت بالفعل مشاريع لإنتاج أفلام عراقية خاصة بعد سقوط النظام، ولكن تلك الشركات كانت شركات ومؤسسات أوروبية وغير أوربية وهذا دليل واضح بأن هناك مخرجين عراقيين ممكن أن يتولوا صناعة السينما. والمثال على ذلك فيلم " زمان " للمخرج عامر علوان و" أحلام " لعبد الهادي الدراجي و " العراق موطني " لهادي ماهود و " 16 ساعة في بغداد " لطارق هاشم والأسماء كثير يعرفها المتابع لحركة الأفلام السينمائية العراقية.
· هل للرواية العراقية وشحتها، نصيب في تراجع الإنتاج السينمائي العراقي وبالتالي عدم وضوع معالم السينما العراقية؟
- أبداً، لم يكن للرواية أو القصة العراقية دور في عدم وجود سينما عراقية، بل بالعكس هناك كم من الروايات العراقية المهمة على الصعيدين العراقي والعربي وبالإضافة إلى العالمي، وهناك مجاميع قصصية وهناك الواقع العراقي المتناقض والمؤلم والمهم جداً في تحفيز أية طاقة إبداعية للإنتاج. فكل الحروب الكارثية والانتفاضات والاثنيات والكثير من المواضيع والمشاهد من شأنها أن تكون منهلاً مهماً لتحفيز واستفزاز مخيلة الفنان. أي بمعنى، إننا بحق نمتلك الرواية والقصص الواقعية والخرافية والرومانسية وحتى الميثولوجيا، وكل هذا كفيل بأن يجعل السينما العراقية أهم سينما في الشرق الأوسط. والحقيقة الملموسة تفصح لنا، بأن الواقع العراقي الآن، أصبح منهلا للكثير من صناع السينما في العالم العربي والأجنبي. لقد كان العراق يرزح تحت نظام دكتاتوري دموي وعنيد مما تسبب في استحداث حركات ومظاهر اجتماعية وسياسية غريبة وغير تقليدية، وتلك الظواهر يمكن توظيفها لإنتاج أفلام مهمة على الصعيد الإنساني. ولنتصور لو أن الدولة العراقية تبنت إنتاج فيلم عن شخصية المواطن العراقي الذي عاش تحت الأرض في حفرة صغيرة أو خندق لأكثر من عشرين عاماً كي يهرب من الحرب، فكم سيكون الفيلم مؤثراً وكم من الجوائز سيحصد؟ خصوصاً وأن العالم قد عرف تلك القصة وغيرها من القصص وتأكد من حقيقتها. المادة السينمائية موجودة في العراق بشكل كثيف وبنوعية إنسانية عالية المعنى والأهداف، وما يعوزنا سوى الدعم المادي والمعنوي.
· كنت أحد الأبطال الذين لعبوا دوراً رئيسياً في فيلم " بيوت في ذلك الزقاق " للمخرج العراقي قاسم حول. حينذاك كان عمرك سبعة عشر عاماً، ترى بماذا كنت تتمتع من مميزات حتى تم أختيارك للدور؟
- فيلم بيوت في ذلك الزقاق يشكل علامة مهمة ومرحلة لها وقعها المؤثر في حياتي كفنان، وبالتأكيد في مسيرة زملائي ممن شاركوني الفيلم منهم التفات عزيز، سناء عبد الرحمن، ريكاردوس يوسف وحامد خضر. والفيلم بحق يعد تجربة مهمة في السينما العراقية لكونه يمتلك أدواته الخاصة، وكان الأسلوب الإخراجي للمخرج قاسم حول متميز حيث نفذه بطريقة كانت جديدة على السينما العربية، ولا نبتعد عن الصواب إن قلنا إن الفيلم يعد بمثابة النواة لإنشاء أسلوب جديد في السينما حينذاك، من حيث معالجة الفيلم بتقنية تمزج الروائي بالتسجيلي. ولكن للأسف فقد دُمر الفيلم بسبب رقابة النظام السابق وعلى يد مخرج عراقي يعرفه الجميع.
أما كيف تسنى لي أن أمثل في هذا الفيلم، فيمكنني أن أوجزها بأن المخرج قام باختبار مجاميع كبيرة من طلاب معهد وأكاديمية الفنون الجميلة، أعتقد بأن عدد المتقدمين قد جاوز المئة طالب وبعد إجراء الكثير من الاختبارات وقع الاختيار على ثلاثة طلاب كنت أحدهم، ومن ثم وقع الاختيار عليَّ، ولا أعرف لماذا!!، ولكن من الواضح، أن شكلي ومقومات جسمي ولهجتي البغدادية بالإضافة إلى الموهبة جعلت من الأستاذ قاسم حول أن يميل إلى اختياري كبطل للفيلم. والمحزن هو ما حدث بعد تدمير الفيلم من قبل الرقابة وهروب المخرج خارج العراق، حيث باتت الشخصية التي لعبتُ دورها، شخصية " سالم " من أكثر الشخصيات تعرضاً لمقص الرقيب، فحذفت أغلب المشاهد التي مثلتها.
· هناك محطات فنية كثيرة توقف فيها الفنان جمال أمين ليظهر طاقاته الفنية، وأعتقد أن من حق القارئ أن يطلع عليها، فمن أين تبدأ؟
- بعد فيلم بيوت في ذلك الزقاق اشتركت في فيلم " اللوحة " ومن ثم فيلم " البندول " كان ذلك في عام 1977 مع المخرج الفنان كارلو هارتيون. كان لدوري في فيلم اللوحة أهمية خاصة على الرغم من أنه لا يدخل ضمن الأدوار الرئيسية، وكذلك الأمر في فيلم البندول. ثم عملت مع المخرج منذر جميل في فيلم " تحت سماء واحدة " وهو من إنتاج عام 1978. وبعد ذلك لعبت دور " عطية " في المسلسل الشهير " الذئب وعيون المدينة " للفنان المخرج إبراهيم عبد الجليل، وفي ذلك المسلسل تم الاتفاق معي على أن أجسد دور " عطية " - الشاب البغدادي الذي ينتمي إلى أبناء الطبقة الفقيرة الحالمة بمستقبل أفضل - في جميع أجزاء المسلسل، لكني لم أتمكن من الاستمرار بتجسيد الدور في جزء المسلسل الثاني " النسر وعيون المدينة " بسبب مغادرتي العراق. فعند البدء بإنتاج الجزء الثاني من المسلسل، كانت الحرب العراقية الإيرانية قد اندلعت، مما جعلني أتخذ قرار الهروب من العراق حيث الكويت وقد ناب عني الفنان جلال كامل في تمثيل الشخصية.
وهناك في الكويت عملت في مجال الإخراج مع مؤسسات فنية مهمة مثل مؤسسة "النورس" و"البيت الإعلامي " المملوكة للشاعر والكاتب العراقي زهير الدجيلي، ومن خلال عملي هناك قدمت العديد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية في مجالي الدراما والمنوعات، وكانت بحق فترة فنية وعملية مهمة جاء النظام الدكتاتوري السابق ليقتلها في احتلاله للكويت عام 1990. حينها رجعت وزملائي إلى العراق وعملت في تلفزيون بغداد مخرجاً لبرنامج " ساعة في الأسبوع " الذي حصل على صدى جماهيري واسع، كان البرنامج من إعداد الفنان جميل حمود. وعلى صعيد التمثيل، اشتركت في عدة مسلسلات منها " دنانير من ذهب " إخراج فيصل الياسري كانت لي بطولة المسلسل بالاشتراك مع الفنانة هند كامل، وكذلك بطولة مسلسل " خيوط من الماضي " للمخرجة رجاء كاظم، ثم مسلسل "المسافر" مع كاظم الساهر، وقمت بدور الشقيق الأكبر لكاظم الساهر. وهناك تجارب أخرى في المسرح والإذاعة وعدة تمثيليات، لكن للأسف الشديد نحن نتكلم عن وجع الماضي، حيث أغلب الأعمال حرقت مع الأرشيف الفني والثقافي العراقي عند سقوط النظام السابق.
أما آخر تجربة لي في التمثيل، كانت هنا في الدنمارك حيث أقيم الآن، وكانت من خلال فيلم "صائد الأضواء" للمخرج الفنان محمد توفيق. وهنا أيضاً في الدنمارك، وتحديداً في مجال الإخراج، أخرجت خمسة أفلام سينمائية قصيرة وهي "راكا" و"جبار" و"إنهم يصنعون الحياة" و"حياة في الظل" وأخيراً فيلم "قطع غيار".
· ضم مسلسل " الذئب وعيون المدينة " الصفوة من فناني العراق، فهل تعتبر دورك في تجسيد شخصية " عطية " ابن الفنان سامي عبد الحميد " أبو عطية " بمثابة الدراسة الأكاديمية لصقل موهبتك؟
- أستطيع أن أقول بأن دوري في شخصية " عطية " يعد مرحلة فنية لها وقعها الخاص في تجربتي الفنية، وهو بحق من الأدوار التي بنيت عليها آمال كبيرة، حيث كان يشكل بالنسبة لي ولغيري من الفنانين العراقيين دراسة عملية وأكاديمية مهمة جداً. فالمخرج الفنان إبراهيم عبد الجليل حين حل في الوسط الفني العراقي قادماً من مصر كان يحمل تجربة غنية في مجال إخراج الدراما التلفزيونية، وقد بذل جهداً كبيراً وخاصاً في المسلسل محاولاً إخراج الممثل العراقي من نمطية كانت غالبة في ذلك الوقت، مما جعل المتلقي العراقي يرى عملاً جديداً بنكهة وحبكة أضافت إلى النص المتميز الذي كتبه الكاتب عادل كاظم تألق إبداعي آخر. والحقيقة أن أي عمل جيد خصوصاً إذا كان المخرج متمكن ويشتغل على النص بحرفية عالية سيكون درساً عملياً وأكاديمياً مهماً إلى كل مجموعة العمل.
· هل صحيح أن الرقيب على الأعمال الفنية العراقية فترة النظام السابق كان سياسياً أكثر منه فنياً، وأن الكثير من الدخلاء على الفن كانوا يتدخلون ويفرضون رأيهم على الفنان؟
- يعد دور الرقيب على المنتج الإعلامي والأدبي من أهم وسائل الدولة في تعزيز فرض سيطرتها على المتلقي وفرض هيمنة اتجاهها الفكري والسياسي وتسويق خطابها. فالرقابة تبدأ من رأس الدولة نزولاً إلى الوزير والمدير العام ورئيس القسم وفي أحيان كثيرة يكون الرقيب وميلك في العمل مثل المونتير والمصور ومقدم البرامج، الكل رقيب، سواء بإرادته أو بحكم خوفه من غضب السلطة. من هنا يتضح بأن الفنان العراقي كان محاطاً بأسلاك شائكة لا يستطيع القفز عليها إلا ما ندر، وهذا ما يجعله أمام مصير مجهول في حال جاوزه على ما تراه الرقابة والرقيب. وقد عرفت دور الرقيب ومرارته منذ البداية، كان ذلك في فيلم " بيوت في ذلك الزقاق " حين قام طارق عزيز حينذاك بدور الرقيب على الفيلم بعد سماعه لآراء الكثير من الرقباء حول الفيلم مما أوقع المخرج قاسم حول في شباك رقيب الدولة - دولة الرقيب - فقرر الهروب خارج العراق. وبالمقابل نجد موقف آخر لا يقل سلبية وجهالة لدور الرقيب في تلك الفترة، فعند قراءة سيناريو فيلم " القادسية " للمخرج صلاح أبو سيف تجد أنه مليء بالأخطاء التاريخية، ولم يقوم الرقيب بدوره في تصحيح تلك الأخطاء، أي أن للرقيب دور مزدوج، يتمثل في منع الحقيقة من الظهور، وكذلك تزييف الحقائق وإن كانت تاريخية وموثّقة. وبعد كل هذا، حين يفلت الفنان من أسلاك الرقيب ويحصل على موافقته ويبدأ عرض العمل، تبدأ مشكلة أخرى لا تقل غرابة وخطورة، وهي حين لا يروق العمل لفلان من المسؤولين الكبار، عندها يصدر أوامره بمعاقبة جميع من في العمل عقوبة تصل إلى السجن في أغلب الأحيان. ودعني هنا أذكر حادثة وقعت في تلفزيون الشباب سيء الصيت الذي كان يديره عدي ابن الطاغية، حدث ذلك عندما بعث عدي بخمسة أفلام سينمائية أجنبية لمدير المحطة ماجد عبد الحق كي يختار فيلماً للسهرة التلفزيونية لذلك المساء، وصلت الأفلام الخمسة الساعة العاشرة مساء، أي أن هناك ساعة واحدة على بدء بث الفيلم، وهذا يعني استحالة فحص الأفلام الخمسة، فما كان من ماجد إلا أن يسأل الناقد السينمائي المعروف سامي محمد الذي قال حينها، أنه لا يعرف من هذه الأفلام سوى فيلم " اغتيال رئيس " كونه شاهده من قبل في صالة السينما وأنه خالي من "المشاكل " ثم أن الأفلام مقترحة من الأستاذ عدي، وهذا يعني تزكيتها. وفعلاً، تم عرض الفيلم على الهواء مباشرة وإذا به يحتوي على مشاهد جنسية فاضحة، عوقب على أثرها سامي محمد وماجد عبد الحق بالسجن بعد أن تعرضا إلى التعذي.
· ليس هذا فقط، بل تصل تفاهة الرقيب إلى منع أغنية جميلة أحبها الناس، هي أغنية " يا صبحة هاتي الصينية " للمطرب موفق بهجت كون أن اسم أم الرئيس " صبحة ". فهل هناك أشرس من الرقيب العراقي؟
إن الرقابة على الأعمال الفنية المرئية والمسموعة وكذلك المقروءة كثيرة جداً ليس في العراق فقط بل في جميع الدول العربية، فهناك لجان مهمتها الفحص والتدقيق على العمل الفني سواء سينما، مسرح، تلفزيون أو إذاعة، والرقابة عادة ما تتكون من مجموعة من الأشخاص لا ينتمون إلى الوسط الفني، فهناك العسكري ورجل الدين والسياسي والصحفي ورجل الأمن والمخابرات وآخرين مهمتهم الرقابة وهناك ممنوعات موجودة سلفاً، لكن وبالرغم من ذلك تجد أن الفنان يجاهد ويصارع من أجل أن يظهر أعماله للناس. ولكن الخطور في كل هذا، هو أن سلطة الرقيب الجاهل والمؤدلج ستنتج بالضرورة أعمال تتناول مواضيع هامشية تافهة كمشاكل الطلاق والزواج والزوجة الثانية أو قصص الحب المملة.
· كيف تصنف نفسك؟ هل أنت ممثل أم مخرج سينمائي؟ وهل تنتمي إلى مدرسة فنية معينة، الكلاسيكية مثلاً؟
- بدأت حياتي ممثلاً، كان ذلك عام 73 مع فرقة النشاط المدرسي التابعة لوزارة التربية التي ضمت عمالقة التمثيل العراقي مثل الفنانة مي شوقي والفنان جواد الأسدي وقاسم صبحي وكامل القيسي ووجدي العاني وفاضل جاسم والكثير من نجوم العراق الذين تعلمت وأحببت فن التمثيل عليهم حتى صار هاجسي الإخراج، وبالفعل درست الإخراج السينمائي في بغداد وكنت من المتفوقين على دفعتي. وأثناء وجودي في الكويت عززت تجربتي الإخراجية مع الكثير من الشركات وأصبحت لدي خبرة عملية جيدة استفدت منها كثيراً عند عودتي إلى العراق، فأنا مخرج، ومن ثم ممثل أجيد العمل في المجالين، أو إن صح التعبير على هاتين المساحتين الإبداعيتين ولكن لكل اختصاص من هاذين الاختصاصين له آفاقه الخاصة، وقد أكون متمكناً هنا أو مبدعاً هناك، ولكن كل هذا يتعلق بالزمان والمكان ومادة العمل والإنتاج. والحقيقة أقول، بأنني لا أنتمي إلى المدرسة العراقية الكلاسيكية في التمثيل إذا صحت التسمية، فلا يوجد تمثيل عراقي وتمثيل مصري على سبيل المثال، لكن الممثل العراقي له نمطية أدائية أخذها من تجربته المسرحية وبدأ يطبقها في السينما والتلفزيون، أما أنا، فأمثل بتلقائية كبيرة إلى الحد اللذي تراني فيه ببعض الأحيان غير متناغم مع المقابل إذا كان يتمتع بنمطية لا تتوافق وتلقائيتي.
أما كمخرج، فأعمل حتى اللحظة على ما هو متوفر من إمكانيات إنتاجية تمنح لي. فكل عمل تستطيع أن تراه وتحكم عليه بناء على مستوى الميزانية المخصصة، فميزانية الفيلم هي أهم عائق يواجهها المخرج العراقي. الفنان يعرف تماماً ما عليه عمله من أجل إنتاج عمل متكامل ومؤثر، ولكننا نراه وقد أخفق هنا أو تعثر هناك بسبب عدم توفر أهم محرك فعلي يرتكز عليه في إنتاج أعماله، وهو رأس المال.
· في فيلمك الأخير " قطع غيار " أظهرت لنا شخصيتين تشترك المأساة بينهما لتشكل حياتهما على إيقاعات حالمة لا تخلو من طعم الألم، فما فحوى الرسالة التي حملها شريط الفيلم، ومن هو صاحب العنوان الذي كتبته على مظروف رسالتك؟
- فيلم " قطع غيار " رسالة إلى من يهمه الأمر، إلى من يهمه رعاية مَنْ سُرِقَ منه الزمن وفقد أجزاء مهمة من كيانه وجسده وعالمه، الفيلم صرخة بوجه الحرب، وإشارة للتنبيه حيث معوقي الحروب الذين يعيشون بيننا. إشارة إلى ضرورة التفكير بجدية في إيقاف سيل الأجساد المبتورة والأحلام المقتولة بسبب الحروب.
الفيلم يتحدث عن شخصيتين، الأولى هي الجندي المكلف أياد محمد الذي فقد بصره جراء حرب تحرير الكويت فأصبح أسيراً للظلام يحمل داخل روحه المتعبة أمل وحيد، هو أن يرى وجه ابنه وملامح زوجته التي تزوج بها بعد أن فقد بصره. أما الشخصية الثانية، فهي شخصية الفنان التشكيلي ياسين عطية، ذلك الإنسان الحالم الشفاف الذي تعرض إلى سرقة الزمن حين قضى قرابة الست سنوات في سجن " أبو غريب " حيث الزنزانة الخاصة أحياناً والأقفاص المنفردة أحياناً أخرى بسبب محاولته الهروب من العراق فترة الحرب العراقية الإيرانية، كونه فنان يعشق الحرية ولا يطيق رائحة دماء الضحايا. وعلى الرغم من كل ذلك، ما يزال يرسم ويغني ويتذكر أسمال أمه ونخلة الدار، حيث نجده من خلال سرده لحكاياته وبالرغم من كل شفافيته، إلا أنه ما يزال متأثراً بأجواء الرعب وكوابيس السجن.
والحقيقة أن لهاتين الشخصيتين دلالتهما الرمزية التي تشير إلى كل ضحايا الحروب والسياسات القمعية، الذين يعيشون بيننا الآن وهم يعانون الإهمال والتهميش، بل وحتى السخرية في بعض الأحيان. وهناك حقيقة أخرى أراد الفيلم أن يضعها أمام الضمير الإنساني، هي أن أعداد هؤلاء الضحايا تتزايد بشكل مستمر ومخيف نتيجة الإرهاب واستمرار الحروب، وعنوان الفيلم " قطع غيار " يتجاوز بدلالته حالات العوق وظروف المعاقين الخاصة، فهو يشير إلى شريحة كبيرة من أبناء المجتمع العراقي وحاجتهم إلى قطع غيار لترميم الروح القلقة والمضطهدة. فالعراق لم يعمل على جرد وتصفية خسائره من الحروب السابقة حتى اللحظة، الشهداء والأرامل والأيتام والمقابر الجماعية وحلبجة ومشاكل في والتلفونات والمجاري وكل مجالات الحياة، كل هذا لم يحسب غاية الآن. حتى صار الفرد منا بحاجة إلى قطع غيار كي يواصل طريقه في هذه الدنيا، قطع غيار جسدية أو نفسية وحتى روحية، تساعده على التأمل والتطلع إلى غدٍ مختلف. وإذا استمرت مهرجانات الدم العراقي المنساب بمباركة (أحباب الله) المدعوين إلى ولائم الغداء مع الرسول عليه الصلاة والسلام – والرسول منهم براء - حسب ما تمليه عليهم عقول الإرهاب العفنة، سيحتم علينا أن نطالب الدول الصناعية المتقدمة وبالتحديد اليابان كي تغير من طبيعة إنتاجها وتبدأ بإتناج قطع غيار للشعب العراقي، والإرهابيون يضمنون لليابان سهولة تصريف بضائعهم الجديدة في العراق وعلى مدى 50 سنة قادمة.
· أنت تشبه إلى حد ما شخوص فيلمك " قطع غيار " فأي سيناريو ستختار للفيلم الذي يتحدث عنك؟
- إن شخصيات فيلم قطع غيار هي شخصيات " معطوبة " كما أطلق عليها الناقد عدنان حسين أحمد في إحدى مقالاته عن الفيلم، وبما أني في تمام الصحة الجسدية، فمن المؤكد اقترابي من شخصية الفنان ياسين عطية الذي يحاول أن يعمل على تعميق مفهوم الجمال لدى المتلقي رغم مأساته، وأعتقد أن الفن يمتلك سحراً من حيث تأثيره على مجريات الحياة. وأنا أحاول كما الفنان ياسين عطية والغالبية من الفنانين العراقيين، أن أظل شاهداً على كل هذا الخراب العراقي، ولكني أعترف بالصعوبة التي تصل حد الإحباط أحياناً في تقديم شيء ممكن أن يساعد على تجاوز الإنسان العراقي محنته، فالمشهد العراقي اليوم كارثي، وكارثيته عالمية. نتمنى أن يكون الفنان العراقي جزءاً من الحل، جزءاً مهماً في فهم هذه المعادلة الصعبة، فللفنون وطرق الإبداع، والسينما والتلفزيون على وجه الخصوص تأثيرها المهم والمباشر، وأنا متأكد من أن الفنان العراقي والمخرج بشكل خاص على أتم الاستعداد في المشاركة من أجل تعميق مفهوم قبول الأخر وليس إلغائه.
· أعود للسؤال الأول، وعلى ضوء أجابتك أسأل: لو أنيطت بك مهمة تأسيس مؤسسة سينمائية عراقية جديدة، فمن أين تبدأ؟
- يجب أن تكون البداية في إيمان الدولة بضرورة إنشاء مؤسسة سينمائية مهمتها إنتاج أفلام سينمائية تهدف إلى ترميم الجسد العراقي المثخن بالجراح. وألا تنظر إلى السينما على إنها وسيلة ترفيهية. بعد التأكد من تلك النية وصدقها، علينا أن نعيد فتح دور السينما العراقية من جديد كي يرجع جمهور السينما إلى السينما، وليس لشيء آخر. ففي بلد لا وجود فيه لصالات العرض السينمائية، لا يمكن أن يطلب من المؤسسات الأهلية وشركات الإنتاج السينمائية إنتاج أفلام تهتم في محاكاة الواقع العراقي الراهن. وبالإضافة إلى ما ذكرت في معرض حديثي عن الإنتاج ورأس المال وأهميته في النهوض بواقع السينما العراقية، أقول بأن السينما العراقية بحاجة إلى إجراء عمليات جراحية كبرى من خلال ترميم وتقويم المعاهد والكليات التي تختص بتدريس فن السينما، أو فن الصورة، بالاعتماد على الخبرة العراقية المهمة الموجودة داخل العراق وخارجه وهذه الخطوة حسب ما أراه من شأنها أن تنهض بالواقع السينمائي العراقي خلال فترة زمنية قياسية.
halsagaaf@hotmail.com
موقع "إيلاف" في 29 مايو 2007






















وانا اشاهد الفنان ( جمال امين ) وهو يؤدي دور بطولة فيلم ( صائد الاضواء ) للمخرج محمد توفيق , عدت الى الى الوراء كثيرا ..لسنوات طويلة وانا اتابع هذا الفنان ,فمنذ بداياته لفت جمال امين انظار المهتمين بالشان السينمائي والتلفزيوني , وخصوصا بعد مشاركته في فيلم " بيوت في ذلك الزقاق " للمخرج الكبير قاسم حول , وتوالت مشاركاته ممثلا في عدد من الاعمال الدرامية



كالذئب وعيون المدينة للمخرج الراحل ابراهيم عبدالجليل والمسافر لفلاح زكي حيث ادى دور شقيق المطرب كاظم الساهر , ولم يتوقف مواهبه عند التمثيل فقد دخل مجال الاخراج التلفزيوني حيث اخرج اكثر من برنامج لتلفزيون بغداد بعد عودته من الكويت عام1991 التي اشتغل بها مخرجا لعدة سنوات , وعندما عاد للمنفى ثانية اختار الدنيمارك محطة له , وبدلا من ان يضيع وقته في صراعات لاتسمن ولاتغني من جوع , كما فعل الكثير من المثقفين العراقيين في المنافي , انصرف لدراسة الاخراج السينمائي ليواصل مشروعه الفني الذي انطلق اواسط سبعينيات القرن الماضي , فاخرج عددا من الافلام الوثائقية السينمائية القصيرة من بينها فيلم حول التشكيل العراقي بالمنفى , وشارك في عدة مهرجانات سينمائية ليرفع اسم العراق عاليا , حيث ظل جمال امين ذلك العراقي المخلص , النقي , الوفي لفنه واصدقائه واهله وناسه ,
وبقيت اتابع اخبار هذا الفنان حتى اتيح لي ان اشاهد فيلم ( صائد الاضواء ) سيناريو واخراج : الفنان من توفيق ويشاركه التمثيل : باسم الانصار وعزيز كاظم , وكان مفاجاة جميلة اعادتني الى تلك السنوات الزاهرة.
يتحدث الفيلم الذي اعتمد على نصوص شعرية جميلة للشاعر عدنان الزيادي عن شاعر يقع فريسة لتساؤلات حول الوجود واوهام واحباطات وعزلة محاولا الهروب منها بانشغالات شتى وعندما يكتشف انه اهمل مظهره الخارجي لدرجة ان لحيته قد نبتت دون دراية منه يحاول ان يتعلق بهذه القشة , فينصب تفكيره على هذه اللحية , كيف يختار شكلها ليكون بها مميزا , فيتجول في القنوات الفضائية باحثا عن شكل مناسب وعندما يفشل في العثور على بغيته يخرج الى الشارع , يراقب المارة , مدققا في لحاهم , فيتعب و يعود الى البيت , باحثا في الانترنيت عن لحية مناسبة تليق بشاعر مثله , واخيرا يستقر على شكل اختاره بنفسه بعد محاولات عديدة لكن احد اصدقائه يشعره بالاحباط عندما ينصحه بحلاقتها , ومع ذلك يظل مصرا عليها منشغلا بها عن هموم العالم التي كان ظهره ينوء بها , وتصل اوهامه الى انه يحصل على جائزة كبرى لان لحيته اصبحت اجمل لحية في العالم , وفي لحظة صحو يستغرق في الضحك , فيقوم بالقاء جميع الصور التي جمعها لاشخاص بلحى مميزة من النافذة .
من بين العناصر الجميلة التي استوقفتني في هذا الفيلم الذي كان مكثفا الى حد كبير حبكته العالية وموسيقاه و اداء بطله الفنان (جمال امين ) , فقد جاءعفويا فيه الكثير من التلقائية التي عرفناها فيه انسانا وفنانا , وقد بينت اللقطات القريبة قدرته العالية على التعبير , لم نشاهد ثرثرة في الانفعالات , فقد كان مسترخيا , يعطي للمشهد حقه من التعبير , وهذا من النادر ان نجده في ممثلينا.
لقد استفاد (جمال امين ) من دراسته وثقافته واطلاعه على الاتجاهات الحديثة في فن السينما ليرسم افقا تعبيريا لنمط جديد في الاداء
******
الشاعر عبدالرزاق الربيعي-مسقط
razaq61@yahoo.com
http://www.razaq.has.it/









تجربة جمال امين الاخراجية في الدنمارك اثارت الانتباه
السينما العربية لا تستطيع ان تكون واقعية وحقيقية

أمينة بركات - المغرب
يعتبر جمال أمين من الفنانين العراقيين المغتربين الذين اضطرتهم الظروف السياسية الى البحث عن مكان يحتضنهم لكي يضمنوا الاستمرارفي ابداعاتهم لأن الفن على حد تعبيره لا ينمو الا في جو الحرية و الأستقرار النفسي. يعيش حاليا جمال أمين في الدانمارك و بالتحديد في مدينة أودنسة حيث يشتغل كممثل ومخرج بعزمه وصموده لكل الاكراهات التي يمكن يلتقيها كل لاجئ سياسي أو مغترب عربي في أوروبا، استطاع أن يندمج في مجتمع من المؤكد أنه يختلف كثيرا عما هو معروف و معمول به في المجتمعات العربية بما لها و ما عليها. حدد لنغسه الفضاء الذي يشتغل و يمارس فيه حياته بالأسلوب الذي اختاره عن اقتناع. كان لنا حديث مع هذا الفنان الشامل توقفنا فيه عند مجموعة من المحطات:
بعد الدراسة السينمائية (خريج معهد الفنون الجمبلة ببغداد)، عمل المخرج جمال أمين في عدة مؤسسات بالكويت و العراق و انصبت تجربته بالخصوص على أجناس فنية أخرى كألأفلام الوثائقية والدعاية والبرامج الترفيهية قبل أن يشد الرحيل الى أوروبا، سألناه هل هذا توجه اختياري أم ظروف عملية هي التي فرضت هذا الوضع ؟ فكان جوابه تلقائيا:
بالطبع كلا أنا لا اختار المنتج بل المنتج هوا لذي يختارني، في اغلب الاحيان لانجاز عمل معين وهنا يبدأ دوري بعد قراءة النص ايا كان روائي ام وثائقي ام برنامج وابداء موافقتي او رفضي وهذه القرارات تأخذ بعد مناقشات كثيرة فيما يخص النص الابداعي اولا ومن ثم الميزانية اي ميزانية العمل ووقت التصوير والعاملين معي وعملية اختيارهم فالواجب على ان اكون حريصا بكل قرار اتخذه فيما يخص العمل الفني وبعد ذلك تتم موافقتي لانجاز هذا العمل واذا أخل المنتج على سبيل المثال ونحن اثناء العمل فاوقف التصوير فورا حتى الوفاء بما قررنا سابقا اما اذا لم يحدث ذلك فاترك العمل ولا انجزه وفعلت ذلك عدة مرات. كفنان شامل لم يقتصر جمال أمين على العمل وراء الكاميرا بل تعداها الى التمثيل ، فهل هو أسلوب آخر للتعبير عن هواجس المبدع أم مجرد هواية، لو أخذنا بعين ألأعتبار اختياره دراسة شعبة ألأخراج السينمائي ،عن هذه التجربة يحدثنا :
عندما كنت تلميذا في معهد الفنون الجميلة وفي السنه الاولى اختارني المخرج قاسم حول لاكون احد ابطال فيلم بيوت في ذلك الزقاق وكنت حينها في السابعه عشر من عمري. أذا مهنة التمثيل هي التي اختارتني في البداية بالرغم من اني ذهبت لادرس الاخراج السينمائي وبالفعل اصبحت امثل واخرج في ان واحد والتمثيل يمنحني النجومية اكثر من الاخراج لان المواطن العربي لايعرف ماهي مهمة المخرج في اغلب الاحيان وهناك الكثير من المثقفين والاكاديميين كذالك لايعرفو مهنة المخرج وللاسف. وبالفعل مثلت في عدة افلام سينمائية عراقية منها اللوحة والبندول وتحت سماء واحدة ومسلسل الذئب وعيون المدينة وعدة مسلسلات اخرى منها مسلسل المسافر واخير قمت بتمثيل فيلم هنا في الدنمارك مع المخرج محمد توفيق وهو فيلم صائد الاضواء وبالفعل انا ارى بان للتمثيل طاقة اخرى للتعبيرمضافة لامكاناتي الاخراجية. وباعتبار جمال أمين مبدع مغترب يمارس فنه في الغرب كان السؤال حول الهجرة الى الغرب او الاندماج في مجتمع هو غريب عن هويته العربية والاشتغال في وسا ئل ألأعلام الغربية وما هي ألأدوات التي تتحكم في العرب لأيجاد فرص العمل خارج حدود المنطقة العربية خصوصا مع انتشار النزعة العنصرية ضد العرب، الرد بالنسبة اليه كان واضحا: هجرتي الى الغرب هي اضطرارية بالطبع نتيجة ما كنا نعانيه نحن العراقيون من دكتاتورية النظام السابق وهمجيته ولا اريد ان ازيد على ذلك لان الدليل اصبح واضحا للعيان ن المقابر الجماعية تشهد على هذا
اما مسالة الاندماج في المجتمع الغربي فهي في غاية من التعقيد من حيث تقييم الاندماج في حد ذاته وفي قراءة معنى الاندماج.
فلو سالنا ماهو الاندماج وماهي اطره ونظرة الغربيين لنا كعرب اي اننا اذا تعلمنا اللغة هل نحن مندمجون ام اذا دخلنا الى المرقص و اذا شربنا الكحول او اكلنا لحم الخنزير اوتزوجنا منهم هل نحن مندمجون ام اذا غيرنا ديانتنا او أصبحنا ملحدين فنحن مندمجون ؟ واذا عملنا بكل هذه الاشياء مجتمعه فهل نحن مندمجون ؟ بالطبع لاهذا ولاذاك فانت تبقى اجنبي حتى لوحصلت على الجنسية او اي شيء اخر فلون بشرتك كاف ليبين لك انطباعاتهم عنك ولكل قاعدة شواذ والشواذ قليلون جدا اما كيف تعمل معهم فهنا تاتي عملية كم تملك انت من ابداع وماهو مرتبك وماهي مصلحة المؤسسة في توظيفك أو الى اي حزب تنتمى. وفي بعض الاحيان يتم تشغيلك لاعطاء صورة عن هذه المؤسسة بانها مؤسسة غير عنصرية او هناك حاجة ماسة لك ولايوجد من يسد الفراغ فكل هذه الاشياء هي التي تدخل في معيار توظيفك. لجمال أمين وجه أخر ينضاف الى كونه ممثلا و مخرجا ،ميولاته الموسيقية تكشف عن هذا الجانب الذي يأخد حيزا هاما في حياته الفنية في احدى حواراته قال أنه لو لم يكن مخرجا و ممثلا لأصبح موسيقيا ، فماذا يضيف عن هذا الجانب الذي ربما لم يوظفه بعد بالمساحة التي يريدها؟
نعم انا اعشق الموسيقى واسمع منها الكثير واذا لم اكن مبالغا فانا اسمع يوميا مالا يقل عن الساعتين وخاصة الموسيقى الكلاسيكية وعلى فكرة قمت بعمل عدة اعلانات تلفزيونية غنائية في الاردن وقمت بتلحين هذه الاغاني وفي صغري كنت اعزف على الجاز . و بالتأكيد لهذا العنصر تأثير ملحوظ في أعماله بحيث يقال أن هناك هيمنة و تركيز واضح على الموسيقى في أعماله فهل هذا صحيح ؟ و هل اختياره للموسيقى التصويرية يكون قبل أو بعد ألأنتهاء من العمل؟ علاقته بالموسيقى حميمية مما يجعله يوظفها في أفلامه بل يتعدى هذا الى معالجة مواضيع مرتبطة أساسا بانشغالاته ، رده يؤكد هذا: في الاونة الاخيرة هناك هيمنه واضحة من قبلي للاغاني وتوظيفها دراميا في الفيلم الوثائقي للاستفادة منها في شحذ الذكريات اعتبارا أن للاغنية زمن. اما اختياري للموسيقى فهو الاول وقبل كل شيئ انا ابني عملي على اساس اختياري المسبق للموسيقى واكثر انواع الموسيقى لدي هي الموسيقى الكلاسيكية واختار موسيقى الصولو وأغلب الاحيان الفيولين او التشيلو وخاصة في فيلمى الاخير قطع غيار جلست مع الفنان الان الانصاري وبنينا انا وهو الموسيقى حرفا حرفا وكانت على الة التشيلو وقد بدات معه قبل التصوير بفترة طويلة وكنت اسمع الصور تتهاوى الى اذني قبل التصوير.
و لو سألت الفنان جمال أمين عن رأيه في موجة ألأغاني و الكليبات العراقية التي ظهرت أخيرا و نلخصها في سلة من الفواكه وأعني الرمانة و التفاحة و المشمشة....... أغاني أثارت استياء العديد من المتتبعين للأغنية العربية و أدانت الطريقة التي صورت بها ماذا يقول؟
ان هذه الاغاني احسن مايقال عنها انها اغاني بورنو الغرض منها التاكيد على اقذر عضو يملكه الانسان وهو المقعد او العجز.اما اللواتي يقمن بهذه الاعمال فهن فتيات كن ذاهبات الى طريق غير هذا الطريق وهو اكثر سوءا وبالصدفه التقين بمخرج البورنو وعملن معه وهذا العمل اهون الشرين.
كما اني لااعرف كيف يستطيع شخص يدعي بانه فنان ان يضع اسمه بين هذه الاسماء سواء كان مصوار ام مونتيرا ام غير ذلك وهذه الاعمال هي قريبة للدعارة منها الى الفن
في ربرتوار المخرج جمال أمين فيلم أنجزه عن الفنان السويدي راكا عرض في العديد من المهرجانات يمثل تحفة بالنسبة للأفلام الوثائقية التي تهتم بنمادج من الفنانين غير العاديين عنه يقول: راكا اخترته لانه انسان بويهيمي وهذه اهم خصلة من خصاله الكثيرة هذا بالاضافة الى انه انسان يعشق الطبيعه ويكره التكنولوجيا فهو لحد الان يعيش هنا في الدنمارك في مدينة اودنسة في مزرعه صغيرة بدون ماء او كهرباء او تلفزيون او تلفون وكل ماهو يمت للمدنية وهو أيضا من الشحاتين المعروفين في مدينة اودنسة فهو يعزف ويغني في شارع المشي كل يوم سبت من كل اسبوع لقد هرب راكا من ابويه الى امريكا اللاتينية عندما كان عمره 17 عام وعاش غربة طويلة الى ان انتقل بعد ذلك الى الهند ومن ثم المغرب فهو كما ترين شخص جا ل العالم. وهو ابن لنحات سويدي وتمتاز اعمال راكا بانها ذات احجام كبيرة ومشغولة فقط على جذوع الاشجار. نعود الى السينما، هناك بؤس حقيقي مادي و معنوي تعيشه جميع الشعوب العربية فهل يعتقد ضيفنا أن السينما العربية المحلية استطاعت أن تعكس هذا الوضع في أفلامها؟ رأيه و موقفه واضح من هذه النقطة عبر عنه بأسلوب ينم عما يشعر به تجاه الفن السابع العربي باعتباره سينمائي محترف: لاتستطيع السينما ان تكون سينما واقعية وحقيقية بسبب لجان الفحص فلو وضع السيناريست عشرة ممنوعات من كل دولةعربية امام عينيه فهناك اكثر من 200 ممنوعة فكيف يستطيع ان يعمل فالسينما لاتنموا الا في مجال الحرية. ولا اعتقد بان هناك حرية لصناع الفيلم لدينا في الدول العربية فنحن دول لازلنا نعتمد العلاقات العشائرية ولا زال ولي الامر هو الامر الناهي في ترتيب حياتنا كما ان الغرب لايتعامل مع الفئات المثقفة من الامة بل يتعامل مع ولات الامر. وبالتالي فانت ممنوع من ان تنتج اي فيلما يتناول الحقيقة .الا من بعض التجارب هنا وهناك خاصة في المغرب العربي او في مصر .وفي النهاية يجب ان تقول حفظ الله الرئيس او سيادة الرئيس او صاحب السمو اوغير ذالك فهؤلاء هم اللذين يقومون بادارة الحركة الثقافية في الامة العربية. اما اصحاب راس المال فهم لا يدخلون مجال الاستثمار في الجانب الفني خاصة في السينما بسبب عدم الخبرة وعدم الثقة باسترجاع راس المال واذا دخل اللعبة فسيدخلها من باب الله يخلي الريس كي يسلم على فلوسه. والامه العربيه ادركت من زمان بان للسينما دور كبير في عملية النهوض فقامت بوأد هذا الفن وابقائه بشكله الحالي.

12 نوفمبر 2008












في حوار مع المخرج السينمائي العراقي جمال امين:

حاوره: يوسف محسن

جمال أمين السينما أداة ثقافية لاشاعة للتنوير
س/اولا نتسأل هل هناك سينما عراقية؟ ماهي ملامحه؟ كيف تقيمون مسيرتها؟
- السينما بدات مبكرة في العراق وكان من المفروض ان تكون هناك صناعة متميزة وذلك لتوفر اهم عنصر هو الفنان العراقي لكن السينما كصناعة ومفردات يجب ان تتوفر لها شروط كثيرة فبالاضافة الى العنصر البشري راس المال ولم تهتم الدولة العراقية سابقا او الان بصناعة افلام سينمائية وبالتالي خلق سينما متميزة وكذالك التاجر العراقي لم يتقدم ويستثمر راس ماله في صناعة السينما عدى بعض الشركات التي انتجت كذا فيلم وبعد ذلك يصيبها الافلاس كما وان الفيلم العراقي يعاني من شحة التوزيع لم يكن لدينا شركات توزيع وهذه عوامل مهمة في صناعة الفيلم كما وان المؤسسات التعليمية لفن الفيلم لا تقوم بانتاج الافلام كما هو متعارف عليه هنا في اوروبا مثلا فكل الافلام العراقية التي انتجت والتي تقدر على اكثر بمئة فيلم او اكثر بقليل هي انتاج يعادل انتاج السينما في مصر لمدة عامين عندما نقول السينما العراقية اي هناك ملامح واتجاهات وخصوصية للفيلم العراقي ولا اعتقد بان هذا الشيء موجود في العراق .
ونستطيع ان نقول بان صناعة الفيلم العراقي انتعشت في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وكانت لاهداف تخدم الفكر الحزبي ولخدمة الحروب التي قام بها النظام السابق
فنرى بان المؤسسة العامة للسينما والمسرح انتجت مجموعة كبيرة من الافلام وهي تتمحور بنفس الاتجاه عدا بعض التجارب مثل الظامئون وبيوت في ذلك الزقاق وعدا ذلك فا الافلام الباقية كانت عبارة عن دروس حزبية وافلام تحريضية لتعميق فكرة الحرب ولخدمة الحزب الواحد.
ان العراق يمتلك معاهد واكاديميات كثيرة ومهمة مما تجعله قادرا على اختراق السوق المحلي والاقليمي لكن المشكلة كما قلت سابقا راس المال .
ونستطيع ان نرى هناك بصيص من الامل لتجارب المخرجين العراقيين المتواجدين في الخارج فهناك تجارب مهمة للفيلم العراقي ولكن بالمحصلة النهائية هي تجارب ومغامرات فردية ينقصها الدعم.

س/ماهي ابرز المحطات الرئيسية في تاريخ السينما العراقية؟ وماهو السبب؟
- ان اهم المحطات الرئيسية للفيلم العراقي هي كالتالي فيلم عليا وعصام وسعيد افندي والظامئون وبيوت في ذلك الزقاق وهذه الافلام تعتبر من الافلام المهمة في تاريخ صناعة الفيلم في العراق لانها افلام متكاملة من حيث الصناعة السينمائية ونستطيع ان نقول بان هذه الافلام كانت من الممكن ان تشكل ملامح ذات خصوصية للفيلم العراقي والدليل ان هذه الافلام حصلت على جوائز مهمة في المهرجانات العالمية وخاصة فيلمي الظامئون وبيوت في ذلك الزقاق. ان صناعة الفيلم العراقي مرت بظروف صعبة للغاية وقد عمل مجموعة من المخرجين العراقيين في فترة الستينيات على انتاج افلام روائية عراقية ولكن كانت اغلب هذه الافلام متاثرة بتقاليد صناعة الفيلم المصري وكذالك مزاجية الفيلم المصري وفي بعض الاحيان كانت هناك تجارب مشتركة بين العراق ومصر او بيروت واغلبها فشلت لانها افلام مصرية ولكن بلهجة عراقية وكذالك حاول بعض المخرجيين الاعتماد على بعض المغنيين امثال ناظم الغزالي وداخل حسن وغيرهم لكنها اي الافلام جميعها فشلت فعندما تسالني عن ابرز المحطات في تاريخ صناعة الفيلم بالعراق اجيبك بانه صناعة السينما في العراق هي محطة السبعينيات والثمانينيات عندما قرر النظام السابق بانتاج مجموعة كبيرة من الافلام الحزبية والحربية كما ذكرة سابقا ومنها على سبيل المثال فيلم القادسية والمنفذون والقمر والاسوار وغيرها من الافلام وبالمناسبة عندما اراد النظام السابق ان ينتج هذه الافلام قام باستيراد اجهزة ومعدات ومعامل لذلك كانت من من اهم الاجهزة لانتاج فيلم سينمائي لكنها تبخرت من العراق الان وهي اجهزة كان من الممكن ان تعمل لسنوات طويلة ولكن!

س/ماهي المعوقات التي تعرقل قيام او نمو صناعة سينمائية في العراق؟
- ان اهم معوق لوجود صناعة الفيلم بالعراق هو قناعة الدولة العراقية ما للسينما من اهمية للقيام بواجب التغير والنقد واعتبارها جزء مهم جدا من الحل للمشكلة العراقية فمتى ما قتنعت الحكومة بذالك سوف تتجه الى دعم السينما ودعم المؤسسات الاهلية والمؤسسات التعليمية واعادة دور العرض السينمائي ان هتلر كان يعتبر السينما من اهم الاسلحة التي تساعده في حربه ضد العالم مع الفارق بين فكرة هتلر النازية والسينما كفن راقي يسهم بايجاد حلول سلمية ونشر ثقافة واحترام الغير وغير ذلك كما اود ان اشير بان الاتحاد السوفيتي السابق كان يهتم بالسينما اهتمام كبير في ترسيخ مباديء الاشتراكية ولترسيخ الثقافة العامة وفي امريكا لازالت هوليود تعتبر من اهم مرتكزات الفكر التوسعي الامريكي من خلال انتاج افلام تنشر اهمية الثقافة الراسمالية وبالطبع ان في هوليود هناك لوبي صهيوني كبير يحرك السينما بالاتجاه اللذي يجسد الفكر الصهيوني .
وبناء على ذلك ارى ان في العراق ممكن ان تمنح البنوك اوغرف التجارة او مؤسسة السينما قروض ودعم صناع السينما في العراق كما وادعو التاجر العراقي الاستثمار في هذا المجال لانتاج افلام عراقية كما هو موجود في اغلب بلدان العالم .

س/ في حقبة السبعينيات ازدهرة فنون المسرح والرقص والغناء فيما بقت السينما تراوح مكانها كما ونوعا كيف تفسرون ذلك؟
- ان السينما وكذالك المسرح كان مسخر بشكل كامل لدعم الية النظام الدكتاتوري فنرى بان اغلب المخرجين العراقيين قد هجرو وهاجرو كي لا يصبحو وسيلة من وسائل تدعيم الفكر الدكتاتوري كما ان مؤسسة السينما كان لها منهج خاص لانتاج الافلام التحريضية وهناك امثال كثيرة فيلم القادسية والمنفذون والنهر وغيرها من الافلام وهنا احب ان اشير بان فترة السبعينيات شهدت هجرة المخرجين العرب الى العراق وقد اعتمد النظام السابق عليهم كأمثال رفيق حجار وتوفيق صالح صاحب الايام الطويلة ومحمد منير فنري وفؤاد التهامي صاحب فيلم التجربة .

س/ اي قراءة دقيقة لتاريخ السينما العراقية منذ التاسيس الاولى ولحد الان نجد فشل كبير وتأخر في هذا القطاع الثقافي ماهي اسباب هذا النكوص والفشل؟
- وذلك لان اغلب الافلام العراقية انتجت في عهد النظام السابق واغلب الافلام كانت عبارة عن محاضرات حزبية وافلام تدخل ضمن فكر البعث الشمولي والدليل على ذالك ان سعد بن ابي وقاص قد اصبح عضو شعبة في حزب البعث العراقي من خلال فيلم القادسية وقد شوه التاريخ وخرب وعدل وفصل بناء على مقاسات القائد الضرورة وكما تعرف بانه كان له علم بكل شيء ابتداء من تقشير البطاطا الى علم الذرة مرورا بالسينما وتصور انه كان يقوم باعطاء المنح والهدايا للافلام التي تمجد فكرة الحرب ونشر الفكر العدائي وقس على ذلك وهذا يعني ان السينما كانت تبتعد عن هموم المواطن الحقيقية وكانت سينما تمجيدية للنظام وهذا ماجعل المواطن العراقي ينفر من الفيلم العراقي كما ان السوق الاقليمي يرفض ان يشتري الفيلم العراقي لان الفيلم العراقي هو عبارة عن طروحات ايد يولوجية خاصة للنظام السابق هذا سبب كما واعتقد بان هناك سبب قد يكون مهم ايضا ان المخرج العراقي يبحث دائما عن السيناريو الجيد وهذا الفن بالعراق لازال في طور الهواية منه الى الاحتراف لان الاديب العراقي ينفر من كتابة السيناريو ويعتقد ان كتابة السيناريو هو مستوى ادنى من الاديب .

س/الصحافة الثقافية العراقية لم تهتم بنشر الحداثة الثقافية السينمائية او الوعي السينمائي الجديد كيف تتم عملية ايجاد الشروط البصرية لاقامة سينما عراقية ؟ وجمهور سينمائي ؟ وثقافة سينمائية ؟
- هناك نوعا ما امية نقدية وكذالك عدم احترافية في ما يخص النقد السينمائي فالقادمون الى حقل النقد السينمائي لم يكونو متخصصين في النقد السينمائي وعلى علمي لايوجد هناك قسم مختص بالنقد السينمائي في الجامعات العراقية كما وان الناقد العراقي تنقصه اللغة الانجليزية او الفرنسية على سبيل المثال كي يطلع وينقد وينقل الحداثة كما وان الناقد العراقي لاتتوفر له الفرصة لمشاهدة الافلام العالمية لانه بعد حرب تحرير الكويت وقفت عملية استيراد الافلام عدا بعض الافلام من هنا وهناك كما ان دور العرض السينمائي في العراق في نهاية الثمانينات والتسعينيات وقبل سقوط النظام كانت عبارة عن اماكن للعزاب فقط واماكن لوجود اناس لديهم مأرب اخرى غير مشاهدة الفيلم ومنهم من كان يذهب للسينما كي ينام في فترة الظهيرة اما بعد سقوط النظام فقد منعت السينما لاسباب دينية على ما عتقد ولا اعرف لماذا السينما في ايران حلال وفي العراق حرام وفي مصر وسوريا حلال وعندنا حرام وكذالك في كل دول الجوار توجد دور عرض سينمائي في حين تعتبر في العراق من المحرمات وهذاالموضوع يرجعني لبداية اللقاء والذي قلت بان السينما هي جزء اساسي من الحل والا لماذا تعتبر السينما في راى القوى الظلامية حرام هي حرام لانها مركز تنويري مهم للناس.

س/الواقع السينمائي العراقي الراهن عبارة عن ازمة في الانتاج ازمة في الكوادر المتخصصة ضعف الادارات السينمائية تفكك البنى التحتية اهمال تام للتجمعات السينمائية وااقسام السينما في المعاهد والاكاديميات كيف نخرج من هذة الفوضى؟
- الدعم المادي الفلوس النقود هي المحرك الاساسي لاي عملية انتاجية عندما تتوفر المادة سوف ياتي الانتاج سياتي المخرجون الفنيون وستاتي المختبرات والكاميرات وكل شيء وكذالك سنرى بان هناك طوابير من الطلبة التي تريد ان تدرس السينما لان لهذه الدراسة مستقبل على الصعيد المادي والمعنوي واكد لك بان هناك الكثير من الفنانين العراقيين الموجودين في اوروبا ودول الجوار والخليج وحتى في امريكا قادرون على ادارة عجلة الانتاج لكن الدولة لحد الان غير معنية بالسينما .

س/هناك تجارب فردية متميزه وافلام جيدة (احلام) الدراجي (قطع غيار) جمال امين افلام هادي ماهود و........ ماهو سر نجاح هذة التجارب؟ وقدرتها التنافسية في سوق الثقافة العالمية؟
- ان التجارب الفرديةهي السمة الغالبة للانتاج السينمائي الان وهذه غير كافية لانها لاتخلق سينما ذات كيان واتجاه يتناغم مع السينما العالمية ان محمد الدراجي ومحمد توفيق وهادي ماهود وجمال امين طارق هاشم وعامر علوان والكثير من المخرجين قد خسرو خسارت مالية كبيرة نتيجة هذه المغامرات والهدف من هذا الانتاج كي نقول باننا هنا وعلى فكرة ان كل هذه الاسماء التي ذكرتها هي تحمل جنسيات اوروبية ومع ذلك تدخل المهرجانات باسم العراق كي ترسخ اسم الفيلم العراقي في المهرجانات الدولية فنحن نجوب المهرجانات لنقل تجاربنا ومعانات الانسان العراقي ومن جيوبنا الخاصة في حين نرى بان السياسين العراقيين على عكس ذلك فتراهم يقومون بالتبرع الى جهات عربية واقليمية وكذالك نرى هناك بعض المسؤلين قد قامو بسرقة العراق .
ان الفرق واضح بين السياسي العراقي والفنان العراقي بشكل عام فالاول جاء كي يسرق والثاني جعل من فنه وعمره ونقوده مشاع للعراق ان هذه التجارب التي تحدثت عنها هي بمثابة اقمار تنير الثقافة العراقية وتؤسس للجيل القادم قاعدة قوية كما وانها تؤرخ وتؤرشف للعراق القادم وتستطيع ان تشاهد الان ان اغلب المهرجانات العالمية لاتخلو من الفيلم العراقي وبالطبع هذا ليس بمجهود وزارة الثقافة او مؤسسة السينما ولكن بجهود هؤلاء الجنود الجبارين اللذين يضحون باموالهم ووقتهم وراحتهم في سبيل نقل جانب مايحصل في العراق الان وماحصل في الماضي والجوائز العالمية تشهد بذالك.

س/العراق يفتقر الان الى دور عرض سينمائي سواء كان في بغداد او المحافظات فمن اصل 40 دار عرض بقيت الان دارين للعرض السينمائي تعرض الافلام الاباحية وفلام الاكشن الم يشكل هذا الوضع عامل مهم في تاخر الصناعة السينمائية وذلك لعدم وجود سوق محلي ؟
- نعم فهذه ظاهرة خطيرة جدا فحتى افقر دول العالم تملك دور عرض سينمائي اكثر من العراق وانت تتحدث بالطبع عن بغداد ولا اعرف كيف سيكون وضع المحافظات الاخرى ولدي هنا سؤال من هو الاخطر على ذائقة المشاهد هل المحطات الفظائية ام السينما فتستطيع بان تقول للستالايت حظوة كبيرة للمشاهدين في العراق وبالطبع توجد كارتات خاصة لفتح القنوات المشفرة مما يعني ان الخوف من السينما قد اصبح غير مبرر وان الفساد كما يقال عم البلاد ولا اعتقد بان السينما بكل وسائلها الانتاجها ومدرارسها وعبثيتها هي اخطر على الانسان من المحطات الفضائية المشفرة والغير مشفرة فالى كل الذين يمنعون دور العرض السينمائي ويهددوها بالتفجير نقول لهم ان السينما وسيلة من وسائل التحضر .
وكذالك ارجو ان ترجع الان عربات العرض السينمائي وتتجول في القرى والنواحي والمحافظات لعرض افلام تهم المواطن العراقي وهي دعوة ايضا الى القنوات الفضائية العراقية لعرض افلام المخرجين العراقيين ودعمها وكذالك ادعو جميع الجامعات والمعاهد والمدارس ان تعتمد صالات عرض بسيطة وتعرض على الاقل كل اسبوع او اسبوعين فيلم يساعد في عملية ارساء قواعد السلام وقبول الاخر وارساء فكرة حرية التعبير وكذالك الافلام الترفيهية كي نخفف من حالة الاحتقان والاكتئاب لدى العراقيين وافضل شريحة هم الطلاب.

س/سينما (الاغتراب) (المنفى) (الخارج) قدمت افلام رائعة حيث استفادة من التقنية الغربية في المجال كيف تتم الاستفادة من هذه التجارب في الداخل العراقي ؟
- لاتوجد هناك خصوصية للتقنية الاجنبية بقدر ماهو موجود من خبرات تستطيع ان توظف هذه التقنية لخدمة العمل الفني هناك اناس يمتلكون خبرة تراكمية تجعلهم متميزين في مجالهم وان اهم ما ينقص صناعة الفيلم العراقي هم على التوالي مهندس الصوت مهندس الاضائة مدير التصوير ومهندس الديكور والمكياج فهذه المهن لايتقرب لها الدارسون في الاكاديمية اوالمعهد لانهم يعتبرونها غير مهمة في صناعة الفيلم وعلى كل حال ان كاميرات HD ساهمت في تسهيل مهمة انتاج الفيلم كما وان الحاسوب والمونتاج من خلال الحاسوب وفر الكثير من الامكانيات لانتاج افلام معقولة .

س/هل يمكننا تحديد هوية للسينما العراقية بعيد عن التقيدات الايديولوجية والسياسية ؟ ومن خلال هذا الانتاج الذي يمتد من الاربعينيات حتى الان ؟
- لحد الان لاتوجد هوية محددة للفيلم العراقي فاغلب الافلام كما قلت سابقا انتجت لتمجيد النظام ولم تتمكن من ايجاد اتجاه فكري او فني معين للفيلم العراقي في حين ان اغلب الاساتذة اللذين قد درسونا السينما هم من خريجي المعاهد السوفيتية او البولونية اوالبلغارية لكننا لم نرى اي ملامح لتاثير هذه المدارس على الفيلم العراقي عدا بعض الافلام هنا وهناك كان من الممكن ان تشكل اتجاه للفيلم العراقي وعلى سبيل المثال بيوت في ذلك الزقاق او الظامئون .
ان الفيلم العراقي لازال يحبو ولا نستطيع ان نحدد هوية للسينما العراقية الا بكثرة الانتاج وبالتالي ستتنوع الاتجاهات وستنفرز هناك اتجاهات فكرية وفنية واعتقد ان المستقبل كفيل بذلك.

س/كيف بأستطاعتنا ان نحول السينما والتي تمثل القطاع السمعي والبصري من كونها اداة ووسيلة ترفيهية وشاهد زور وتلاعب بالحقائق التاريخية الى اداة للمعرفة والقيم الرفيعة ؟
- ان احد مهمات السينما هو الترفيه فياريت نستطيع ان نرفه المواطن العراقي المرأة او الطفل او الكهل فعندما ارفه هؤلاء الناس فاكون قد بنيت اللبنة الاولى للثقة بيني وبين المواطن لانتاج افلام ممكن ان تعمل شيء كبير لوعي الناس واعطائهم امل في الحياة نعم السينما تستطيع ان تعطي الامل للانسان .لكن متى وكيف اكيد عندما تكون صادقة في طرح مشكلة الانسان العراقي بعيدا عن الزيف والترهات الايديولوجية الحماسية اللتي تبتز مشاعره . ان السينما قيمة حضارية كبيرة اهم شروطها الصدق في الطرح وفي احترام ذهن وعقل وذوق المتلقي لا ان تجعل المتلقي انسان ساذج وتستخف بهمومه وتكذب عليه كما في فيلم الايام الطويلة على سبيل المثال ان تقلب الحقائق وتجعل الجلاد ضحية والضحية جلاد .

س/ ماهو مستقبل السينما في العراق؟
- ان مستقبل صناعة السينما في العراق سيكون بخير اذا ما نتبهت الحكومة او المؤسسات الانتاجية على ان السينما هي جزء من حل مشاكل التخلف في العراق وليست اداة فسق هناك مخرجين عراقيين شباب لهم القدرة على انتاج افلام تستطيع ان تنافس الاقاليم المحيطة وتستطيع ان تقدم للمواطن العراقي افلام تنمي وعيه ولكن ليست على غرار الحكومات وجحا الفيدرالي او نص اخمص فهذه اعمال تلفزيونية هي اقل من مستوى خط التفاهة وهنا تاكيد اخر على ان الفضائيات تقدم اعمال سيئة السمعة على عكس السينما ذلك الفن العظيم اللذي يطور وينمي المعطيات الثقافية للانسان.

س/هل يمكننا ان نتحدث عن هوية تتبلور للسينما الكردية؟
- في أعتقادي يجب أن يعتمد الشعب الكردي على السينما في توصيل مدى الظلم والجور الذي مورس ضده بشكل خاص وضد العراق بشكل عام وباحقيته بالتعبير عن نفسه ويبتعد عن الاطار القومي لأن للشعب الكردي من القصص المأساوية الكثيرة ممكن أن تجعل العالم ان يصفق له على هذا الصبر والنضال ولكن بأطار أنساني وليس قومي وأدعو القيادة الكردية في العراق أن تعتمد السينما كناطق رسمي الى الشعب الكردي والى جعل السينما وثيقة تاريخية لذلك، أما مايخص السينما الكردية فلا نستطيع أن نقول كذالك هناك سينما كردية عراقية فاذا كنا لانستطيع أن نقول هناك سينما عراقية فكيف بنا أن نقول هناك سينما كردية عراقية ولكن هناك سينمائيين أكراد على مستوى عالي من الابداع ولكن في ايران وتركيا وهؤلاء
السينمائين أبدعوا لان في ايران وتركيا هناك مقومات صناعة سينما متميزة أما في العراق هناك تجارب فردية وقدرات جبارة سواءً في كردستان أو في العراق بشكل عام و عندما ترى فيلم على سبيل المثال الى (بهمن قوبادي) – مخرج سينمائي كوردي معروف- تحس بأن هناك أمل كبير للسينمائين الكرد على المستوى العالمي. ولكن من الواضح بأن للسينما في كردستان أهتمام كبير لدى الفنانين الكرد وهذا واضح من عدة أفلام كردية أنتجت في السنوات الماضية ودخلت المهرجانات وحصدت جوائز مهمة، الانتاج السينمائي في أقليم كردستان بدأ يكثر ولو قارنا بكمية الافلام التي أنتجت بعد سقوط الدكتاتورية في بغداد وفي كردستان نرى بأن عدد الافلام التي أنتجت في كردستان هي أكثر من عدد الافلام المنتجة في بغداد وأتمنى أن تستمر هذه الوتيرة التصاعدية لانتاج الافلام كما أطلب من وزارة الثقافة في أقليم كردستان أن تمد يد العون لكل المخرجين العراقيين في أنتاج أفلام عراقية

س/المحطات المتميزة في تاريخ المخرج والممثل جمال امين؟
- ان اهم المحطات الرئيسية لي كممثل فيلم بيوت في ذلك الزقاق وفيلم اللوحة وفيلم صائد الاضواء اما على صعيد التلفزيون مسلسل الذئب وعيون المدينة ومسلسل خيوط من الماضي اما كمخرج فاعتبر ان برنامج ساعة في الاسبوع وعلى مدار حوالي 120 حلقة استطعت ان ارسم البسمة على شفاه الكثير من المواطنيين العراقيين ابان الحصار بعد رجوعي من الكويت كذالك فيلم شموع اضيئت في عهد الحسين عن الرحل ملك الاردن وكذالك فيلم انهم يصنعون الحياة ولدي بالطبع اعمال كثيرة واخرها فيلم قطع غيار وهو فيلم مهم في هذه المرحلة لانه يشكل صرخة بوجه الديكتاتورية البغيظة ونداء بصوت عالي الى مساعدة المعوق العراقي وكذالك ان الفيلم هو عبارة عن توثيق لحالات انسانية معطوبة تعيش على الهامش.

س/تجربتك مع المخرج السينمائي قاسم حول بماذا تميزت ؟
- ان تجربتي مع المبدع قاسم حول تميزت بأكاديمية الانتاج السينمائي والطرق اللتي اتبعها قاسم حول في انتاج الفيلم ابتداء من السيناريو الى التصوير واختيار الممثلين عندما مثلت هذا الفيلم كان عمري 18 عام وقد بهرت بالاضواء والكاميرت وتعلمت من قاسم حول ان لااكون ممثلا امام الكامير بل ااكون تلقائيا في الاداء وقد حولتني هذه التجربة من دراسة المسرح الى دراسة السينما وقد جعلتني اؤمن كثيرا بمعالجة مشاكل الناس البسطاء والمقهورين والذهاب الى الحواري الشعبية وطرح مشاكلهم وهذا ماكنت افعله في برنامجي ساعة في الاسبوع.

س/السينما صناعة تحتاج الى تخطيط شامل للتنمية الثقافية برأيك ماهي الخطوات الاستراتيجية لتطوير القطاع السينمائي في العراق؟
- من الخطاء ان تعتمد السينما في انتاجها على الدولة ونرى بان السينما في اغلب بلدان العالم هي من انتاج القطاع الخاص او المعاهد او المؤسسات الثقافية والتجارب الفردية وعندما يكون الانتاج بهذه الطريقة لا تصبح السينما تابعة الى مزاجية الدولة لكن ماذا نفعل الان؟
ان جميع هذه الوسائل الان معدومة في العراق ونحن بطور بناء دولة جديدة ومؤسسات جديدة اتمنى ان تقوم الدولة باعطاء قروض عن طريق غرف الصناعة لان الفيلم صناعة او غرف التجارة لان الفيلم تجارة وكذالك كمرحلة خمسية ان تقوم مديرية السينما العراقية بانتاج الافلام وانشاء دور سينما تابعة للمحافظات اي البلديات وكما قلت سابقا البدء بترسيخ تجربة العرض السينمائي في المدارس والجامعات جميع هذه الطروحات هي طروحات للبداية بتكوين ارضية لصناعة الفيلم العراقي وبعد ذلك اكيد ستتطور الى القطاع الخاص والمحطات الفضائية واللشركات الصناعية الكبرى وجميع هذه القنوات بالتاكيد سترى بان هناك مصلحة للدخول في هذا المضمار الاستثماري.









المخرج جمال أمين يروي لـ (الزمان) مشواره من زقاق حوَل الي كوبنهاغن: الأفلام العراقية بلا تسويق وتحتاج الي دعم الفضائيات
















عبدالستار رمضان مشاهد احتفالات ليلة رأس السنة في الدنمارك والألعاب النارية تتمازج مع صور مدينة بغداد التي تحترق نتيجة القصف والنيران، هي المشاهد الاولي لفيلم (قطع غيار) للمخرج العراقي المغترب جمال امين والذي حظي باهتمام بالغ من قبل الاوساط الفنية والاعلامية في الدنمارك.حيث شارك الفيلم في مهرجان كوبنهاغن للافلام التسجيلية الاخير وعرض في ليلة المخرجين حيث خصصت له ليلة عنوان (ليلة حب وحرب).وجمال أمين ممثل ومخرج سينمائي ولد في بغداد عام 1958 أكمل دراسته في معهد الفنون الجميلة ــ بغداد 1981شارك في مجموعة من الأعمال الفنية ممثلاً منهافيلم بيوت في ذلك الزقاق ــ للمخرج قاسم حول ــ 1976 وفيلمي اللوحة والبندول ــ للمخرج كارلو هارتيون ــ 1977وفيلم تحت سماء واحدة ــ للمخرج منذر جميل ــ 1978ومسلسل الذئب وعيون المدينة للمخرج إبراهيم عبد الجليل 1979 ومسلسل دنانير من ذهب ــ للمخرج فيصل الياسري ــ 1986ومسلسل خيوط من الماضي ــ للمخرجة رجاء كاظم ــ 1992ومسلسل المسافر ــ للمخرج فلاح زكي ــ 1993وحاز علي الجائزة الفضية ــ مهرجان القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون عام 1997 ــ برنامج مسابقات عربية.اما اهم اعماله في الاخراج فهي: 1 ــ RAKE فيلم يتحدث عن نحات سويدي عام 1999.2 ــ Ok Kunst فيلم يتحدث عن مجموعة من الفنانين الدنماركيين والأجانب عام 20003 ــ ـ JABAR فيلم يتحدث عن فنان عراقي مقيم في النرويج عام 2001.4 ــ فيلم حياة في الظل عن تأثير حرب صبرا وشاتيلا علي الفلسطينيين 20025 ــ قطع غيار يتحدث عن ثلاثة عراقيين يعيشون في المنفي ويعانون من الماضي هل يحتاج العراقيون الي ( قطع غيار) لأجسادهم وأرواحهم التي هدمتها الحروب والأحزان؟يجيب المخرج العراقي بقوله:هذا هو السؤال الذي حاول الفيلم الإجابة عنه من خلال قصة ثلاثة عراقيين يسكنون في الدنمارك يجمعهم شئ واحد هو الآلام والأحزان نتيجة المعاناة من الحرب، الشخصية الأولي أياد فقد بصره أثناء حرب الخليج الثانية، الشخصية الثانية هايتون آركوب فقد بصره أثناء حرب الخليج الأولي (الحرب العراقية الإيرانية)، الشخصية الثالثة ياسين عطية سجن في العراق نتيجة تهمة ملفقة. يبدأ الفيلم بلقطات قريبة ومتعددة للعيون بحيث يهييء المشاهد ان ما سيراه وسيشاهده يتطلب منه تركيزا وشد انتباه لهذه الحاسة والنعمة التي من خلالها نري كل جمال وزهو الحياة ويقرب لنا لقطة عيون فلقطة شفاه بحيث يجعل من العين المفتاح لكل الأحلام والرغبات والأماني التي تملأ روح الانسان أينما كان وفي أي زمان كان. بداية الفيلم مع الشخصية الأولي إياد مواليد 1961 الذي فقد بصره أثناء الحرب، ولقطة قريبة فيها تركيز علي عيون أياد التي تحاول أن تتعرف علي الطريق المظلم الذي تسلكه من خلال العصا التي يتوكأ عليها، بلغة بسيطة وعفوية يتحدث عن الحرب التي عاشها ودفع بصره ثمنا لحرب لم يكن له فيها أي مصلحة أو هدف !أياد فقد بصره أثناء الحرب في الجنوب والفيلم يعرض صور استسلام الجنود وطريق الموت الذي حصدت فيه أرواح الجنود العراقيين الذين كانوا يحاولون النجاة والعودة الي الحدود، وزاد من تأثيرها الموسيقي المصاحبة للفيلم والتي كانت رائعة.û ماذا تتمني أن تري؟ــ أمنيتي أن أري أمي التي التقيت بها في سوريا ولم أرها !..تزوجت ولم أر زوجتي،حاليا انتظر طفلي الاول ولن استطيع أن أراه، اعز الناس لا نستطيع رؤيتهم فقط نسمع أصواتهم ولا نراهم أبدا أبدا..û ثمة مشهد لأياد وهو جالس في القطار فيما صوت ياس خضر في أغنية ياريل...مع صور الدبابات المحترقة والجنود في طريق، هل هذه الثنائية استعارة أم نقداً؟ــ أياد يلتقي صديقه هاتيون آركوب بالشخصية الثانية للفيلم مواليد 1968 فقد بصره أثناء حرب الخليج الأولي الحرب العراقية الإيرانية، ويعاني من قلع عينه اليمني و8 شظايا في عينه اليسري، يتحدث بلغة بسيطة ( فقط علمونا كيفية احترام الضباط والخوف منهم) صورة الحرب المأساوية تتجسد في صورة هذا الشاب الذي فقد عينيه في الحرب ( المفروض من الحكومة أن تعالجنا... يتساءل بألم :كيف تكون لها إمكانية الحرب يجب أن تكون لها إمكانية علاج الجرحي؟ ويواصل حديثه عن الحرب وكيفية اصابته ومعاناته ثم ينهض من مكانه ويتلمس طريقه ويبدأ بالعزف مرددا نشيد موطنيموطني موطني موطني...الشخصية الثالثة ياسين عطية مواليد 1963 سجن في سجن ابوغريب في العراق نتيجة تهمة ملفقة يتحدث عن صديق له توفي قبل فترة بالعراق ويقول بألم (من الأفضل للإنسان أن يدفن في العراق).كانت أولا تهمة تجاوز حدود ثم تطورت الي قضية كبيرة بالانتماء الي احد الأحزاب المحظورة لان ضباط الامن في السابق كانوا يتسلمون مكافآت كبيرة عندما يكتشفون قضايا كبيرة لذلك كان كل شخص يلقي عليه القبض معرضا الي تعذيب بشتي الطرق لغرض انتزاع اعتراف وإلصاق تهمة كبيرة به والكثير من السجناء لم تكن لهم أية تهم فكان يصار الي جمعهم وإجبارهم علي حمل لافتات مكتوب فيها يعيش الحزب الفلاني ثم يتم تقديم تلك الصور علي انه تظاهرة شارك فيها المتهمون.û ما الذي بقي من العراق فيك؟ــ مازلت أشم رائحة أسمال أمي أشم رائحة النخيل والحديقة...وحتي الآن لا استطيع أن أتعايش هنا. وكثيرة هي الأشياء التي افتقدها ويدندن ببيت شعر مازال مستقرا بالذاكرة وهو يضغط بيديه علي اللوحة التي سيواصل رسمها وهو يردد يامن يعز علينا فراقكم وجداننا كل شيء بعدكم عدم ويظل يردد :لا استطيع العيش هنا...ينتهي الفيلم بمشهد أياد وياسين ينظران الي البحري، نهاية باتجاه البحر الواسع الذي لا شواطئ له ولا احد يعرف أين النهاية.û كيف تري الحركة السينمائية في العراق؟ــ لا توجد سينما في العراق بل توجد أفلام عراقية لأنها أفلام بسيطة بدون تسويق يتم عرضها مرة واحدة أو مرتين وينتهي الفلم الي المخزن للحفظ.û أين تجد نفسك الآن؟ــ انا درست السينما وبدأت ممثلا في فيلم بيوت في ذلك الزقاق للمخرج قاسم حول ثم عملت مخرجا قدمت للفن العراقي عشرات الأعمال الفنية، ومن المهم لأي فنان أن يطلع الجمهور في العراق علي نتاجاتنا وأتمني أن تلتفت القنوات الفضائية العراقية التي أصبحت أعدادها بالعشرات الي الفنانين العراقيين وتحاول الاستفادة منهم وتقوم بعرض نتاجاتهم التي هي بالأساس موجهة الي الانسان العراقي وتعالج هموم وآمال هذا الانسان.








المخرج السينمائي العراقي "جمال أمين": بعد سقوط الدكتاتورية عدد الافلام التي أنتجت في كردستان أكثر من الافلام المنتجة في بغداد
من: بسار فائق

(جمال أمين) هو أحد أبرز المخرجين والممثلين المعروفين في السينما العراقية، في حوار معه، ذكر بأنه لا وجود للسينما في العراق ويدعو القيادة الكوردية في العراق أن تعتمد على السينما كناطق رسمي للشعب الكردي والى جعل السينما كوثيقة تاريخية لذلك.

* سأبدأ بسؤالي عن وجود السينما في العراق، هل العراق صاحبة سينما أم صاحبة أفلام سينمائية؟
- العراق بلد ينتج أفلام سينمائية وهذه الافلام قليلة جداً بالمقياس العالمي، فعلى مدى ثمانون عام تقريباً لم ينتج العراق أكثر من 101 فيلم وهناك مسألة مهمة أيضاً فالعراق لايوجد على خارطة الانتاج السينمائي العالمي أو الاقليمي ولم يدخل كمنافس عالمي أو محلي أو أقليمي لا على صعيد العرض والتوزيع ولا على صعيد المهرجانات وعلى فكرة المهرجانات لم يدخل العراق الى المهرجانات بشكل كبيرالا في السنوات الاخيرة وهذا بفضل المخرجين العراقيين المغتربين ونتيجة المستجدات السياسية الجديدة. عندما نقول بأن هناك سينما يعني هناك وفرة أنتاج وهناك أساليب وأتجاهات وتجارب، فنحن نستطيع أن نقول بأن هناك سينما مصرية وسينما فرنسية وسينما هندية وهكذا ولو أن السينما المصرية يجب أن توضع بين قوسين، المهم في وجود السينما هو أن يكون هناك أتجاه سينمائي أو مدرسة سينمائية وتجارب يشار لها بالبنان وجوائز عالمية ومحلية .وبناءاً عليه يجب أن يكون هناك أنتاج وهذا الانتاج مرتبط أما بالدولة أو بالقطاع الخاص ونحن نفقد الاثنين معأ نتيجة الحروب الكارثية التي مر بها البلد ولكن هناك بعض التجارب السينمائية العراقية المعقولة التي أنتجت خلال فترة نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات والسبعينيات وبعد ذلك أتجه العراق بكل أمكانياته لعبادة الدكتاتور فالسينما والمسرح والاذاعة والتلفزيون كلها وسائل تؤدي طقوس العبادة للطاغية ليس الا، فاين السينما من ذلك؟.

* كيف ترى الافلام العراقية بعد سقوط صدام حسين، هل هناك تحول نحو الافضل؟
- بل قل نحو الاسوء لأن أغلب دور العرض السينمائي ووسائل الانتاج قد أحرقت ودمرت وأصبحت دور العرض السينمائي من الممنوعات ومن وسائل اللهو ولا أعرف كيف تستطيع السينما الايرانية أن تنتج هذا الكم من الافلام وتحصد الجوائز ولدى أيران المئات من دور العرض وفي العراق ممنوع وحرام ولهو عن الدين، أن جميع الاجهزة السينمائية والمختبرات والتي كلفت العراق في عهد الطاغية مبالغ طائلة قد حرقت وسرقت والباقي هرب الى دول الجوار هذا هو الواقع.
اما اذا كنت تقصد بان الوضع أفضل نحو حرية التعبير فهذا صحيح جداً ولكن من هو المستفيد من ذلك أنها قلة قليلة جداً هي المستفيدة والذي يغامر بأنتاج فيلم وعلى حسابه الشخصي، ممكن أن يتعرض الى خسائر كبيرة جداً. السينما يجب أن تدخل الى معاقل المخربين أو الثوار أو الارهابيين أو بين الامريكان وتتدخل لصالح الحقيقة وتنقل الحقيقة الى الناس لكن من يستطيع ذلك فجميع من ذكرتهم هم أناس يخافون من الكاميرا لان الكاميرا تفضح هؤلاء وتكشفهم وبالتالي سوف تقوم الكاميرا بتعريتهم أو تقوم الكاميرا بنقل نضالاتهم أو افكارهم ورؤيتهم للوضع لكن من يقبل الكل عدو للكاميرا أبتداءاً من الدولة وأنتهاءاً بالارهابيين. الامريكان يوافقون فقط على منتجيهم ومصوريهم ومخرجيهم بالتنقل والتصوير ونحن ممنوع علينا كل شيء، صحيح الحرية موجودة لكن هذه الحرية غير كافية لانتاج فيلم. أن أمريكا أستطاعت أن تخلق نماذجها الاسطورية للسيطرة على العالم من خلال شخصيات سينمائية عديدة وأستطاع السياسي الامريكي والاوروبي أن يجعل من العرب أرهابيين وكذالك المسلمين أرهابيين وهذه نصف الحقيقة، لكن الفيلم السينمائي الامريكي يكمل فكرة السياسي الامريكي وكذالك الرأسمالية الوحشية قامت بالاستحواذ على العالم. أن السينما أحد اهم معاقل التاثير الفكري لكن هل الحكومة العراقية أو الحكومات العربية مدركة لهذا الشيء؟ لا أتوقع.


* ألا ترى بأن هناك مجاملة للافلام العراقية في المهرجانات العالمية، خاصة بعد سقوط صدام حسين؟ بشكل أخر ألا ترى بأن تلك المهرجانات تريد أن تقول بأن بعد سقوط صدام، تقدمت السينما العراقية؟
- الاساس هو أن المهرجانات العالمية والاقليمية بدأت تشعر انها بحاجة ماسة لعرض أفلام عراقية نظراً لأن المشهد العراقي هو الطاغي على الاحداث العالمية وغرائبية العادات والطقوس واالكم الكبير من المقابر الجماعية وأسطورية القصص التي كان يعاني منها الانسان العراقي كل هذه الاشياء جعلت من المهرجانات تبحث عن أية مادة مصورة بالعراق، سواءً كانت فيلم أو خبر أو غير ذلك أما أن المهرجانات تريد أن تجامل الفيلم العراقي فلا أعتقد ذلك لان هناك أفلام عراقية حصلت على جوائز وهذا مما يعني بأنك ممكن أن تدخل المهرجان ولكن من غير الممكن ان تاخذ جائزة وعلى كل حال ان المهرجانات تقاد من قبل مجموعة غير قليلة من العاملين والفاحصين للفيلم ولا أعتقد بان الكل ممكن أن يكون في دائرة المجاملة ويجب ان نعترف بأن هناك عدة أفلام انتجت بعد التحرير هي أفلام تستحق المشاهدة والجائزة معا.

* كيف تنظر الى التجربة السينمائية في أقليم كردستان؟ ماذا لو قارننا بين السينما في العراق و السينما في أقليم كردستان حيث مرتا بتجربتين مختلفتين؟
- في أعتقادي يجب أن يعتمد الشعب الكردي على السينما في توصيل مدى الظلم والجور الذي مورس ضده بشكل خاص وضد العراق بشكل عام وباحقيته بالتعبير عن نفسه ويبتعد عن الاطار القومي لأن للشعب الكردي من القصص المأساوية الكثيرة ممكن أن تجعل العالم ان يصفق له على هذا الصبر والنضال ولكن بأطار أنساني وليس قومي وأدعو القيادة الكردية في العراق أن تعتمد السينما كناطق رسمي الى الشعب الكردي والى جعل السينما وثيقة تاريخية لذلك، أما مايخص السينما الكردية فلا نستطيع أن نقول كذالك هناك سينما كردية عراقية فاذا كنا لانستطيع أن نقول هناك سينما عراقية فكيف بنا أن نقول هناك سينما كردية عراقية ولكن هناك سينمائيين أكراد على مستوى عالي من الابداع ولكن في ايران وتركيا وهؤلاء السينمائين أبدعوا لان في ايران وتركيا هناك مقومات صناعة سينما متميزة أما في العراق هناك تجارب فردية وقدرات جبارة سواءً في كردستان أو في العراق بشكل عام و عندما ترى فيلم على سبيل المثال الى (بهمن قوبادي) – مخرج سينمائي كوردي معروف- تحس بأن هناك أمل كبير للسينمائين الكرد على المستوى العالمي. ولكن من الواضح بأن للسينما في كردستان أهتمام كبير لدى الفنانين الكرد وهذا واضح من عدة أفلام كردية أنتجت في السنوات الماضية ودخلت المهرجانات وحصدت جوائز مهمة، الانتاج السينمائي في أقليم كردستان بدأ يكثر ولو قارنا بكمية الافلام التي أنتجت بعد سقوط الدكتاتورية في بغداد وفي كردستان نرى بأن عدد الافلام التي أنتجت في كردستان هي أكثر من عدد الافلام المنتجة في بغداد وأتمنى أن تستمر هذه الوتيرة التصاعدية لانتاج الافلام كما أطلب من وزارة الثقافة في أقليم كردستان أن تمد يد العون لكل المخرجين العراقيين في أنتاج أفلام عراقية.
سيرة ذاتية
(جمال أمين) من مواليد 1958 بغداد، يعيش الآن في دولة الدنيمارك، دبلوم أخراج سينمائي معهد لفنون الجميلة1981 بغداد، دورة في فن المونتاج من خلال الكومبيوتر مدرسة الفيلم الدنماركي العمل 2000.
عمل في دولة الكويت في العديد من المؤسسات الفنية أهمها مؤسسة النورس ومؤسسة البيت الاعلامي للأنتاج الفني 1981-1990.
عمل في مؤسسات عديدة منها تلفزيون بغداد- شركة بابل للأنتاج الفني شركة الحضر-شركة جيكور- وعمل لحساب مؤسسة الوان للأنتاج الفني– عمان- التدريس في كلية الخوارزمي– أخراج مونتاج– تصوير ثم انتقل الى الدانمارك عام 98 وعملت مع شركة
Front TV ومؤسسة Monetar للأنتاج الفني ومع محطة دي ار 2فون لمدة سنتين.
* الاعمال والخبرة:
- أفلام وثائقية ودعائية ودراما في الكويت لحساب المذكورة أعلاه، عمل برنامج ساعة في الاسبوع حوالي 120 حلقة لتلفزيون بغداد، أفلام وثائقية ودعائية وأغاني ودراما لحساب الشركات المذكورة أعلاه، عمل فيلم وثائقي عن حياة الملك الراحل الحسين بن طلال خمسون دقيقة، عمل لحوالي 300 أعلان تلفزيوني ولمنتجات عالمية منها فوجيكا، أيفون، أونوا، باتا، داي، عمل 6 حلقات من برنامج مسابقات عربية على غرار برنامج تلى ماتش.
* كممثل شارك في هذه الافلام: فيلم بيوت في ذلك الزقاق- للمخرج قاسم حول-1976، فيلمي الوحة والبندول- للمخرج كارلو هارتيون-1977، فيلم تحت سماء واحدة- للمخرج منذر جميل-1978، مسلسل الذئب وعيون المدينة للمخرج أبراهيم عبد الجليل-1979، مسلسل دنانير من ذهب- للمخرج فيصل الياسري-1986، مسلسل خيوط من الماضي-للمخرجة رجاء كاظم-1992، مسلسل المسافر- للمخرج فلاح زكي-1993، صائد الاضواء –للمخرج محمد توفيق – 2003.
* العضوية والجوائز: الجائزة الفضية- مهرجان القاهرة الدولي للأذاعة والتلفزيون عام 1997-برنامج مسابقات عربية، عضو نقابة الفنانين العراقين- بغداد- منذ عام 1981، عضو شرف نادي السينما العراقي منذ عام 1986، عضو أتحاد المخرجين الدانماركين منذ عام 1999، عضو أتحاد الصحفين الدنماركين منذ عام 2000.
* أعمال المخرج في دولة الدانما رك: RAKE فيلم يتحدث عن نحات سويدي عام 1999، Ok Kunst فيلم يتحدث عن مجموعة من الفنانين الدانما ركين والاجانب عام 2000 ، JABAR فيلم يتحدث عن فنان عراقي مقيم في النرويج عام 2001، فيلم حياة في الظل عن تاثير حرب صبرا وشاتيلا على الفلسطينيين 2002، قطع غيار يتحدث عن ثلاثة عراقين يعيشون في المنفى ويعانون من الماضي.


فيلم بيوت في ذلك الزقاق عام 76
أخراج قاسم حول
بطولة مجموعه كبيرة من الفنانين العراقيين


وجمال امين

فيلم صائد الاضواء2003


اخراج محمد توفيق


بطولة جمال امين




فيلم صائد الاضواء عام 2003

أخراج محمد توفيق-الدنمارك


فيلم اللوحة عام 78

أخراج كارلو هارتيون
بطولة جلال كامل وجمال امين


فيلم بيوت في ذلك الزقاق عام 76

أخراج قاسم حول



بوستر فيلم فيروس انتاج عام 2008


أخراج جمال امين


روابط وعناوين مهمه
http://www.kikah.com/indexarabic.asp?code=kk22